في اليوم الذي يتحد فيه المدونون في العالم للتضامن مع غزة ، أضم إتحادي إليهم لأكتب عن غزة والكهرباء ، غزة والمعابر ، غزة والكابونات، غزة والهروب منها ، وأخيرا غزة الصمود.
في غزة أثناء وجود التيار الكهربائي نشاهدُ التلفاز أو نتصفح الإنترنت، أو تقوم “إم لُطفي” بصنع العجين ، من هي إم لطفي لا أعلم ، وتقوم جارتها “بشبك” الغسّالة لغسل الثياب ، وفجأة عند إنقطاع التيار الكهربائي وعندما يفوتنا “مشهد عاطفي” من مسلسلٍ ما نقوم ضرب كفنا الأيمن على الأيسر قائلين :”يلعن..قطعت الكهربا” ، وعندما نكون مستمتعين بقراءة مقال معين على إحدى المواقع الإلكترونية “مُبحلقين” أعيننا بمضمون المقال وينقطع التيار الكهربائي نقول : “إييييه شو هالقرف؟” ، أما بالنسبة لإم لطفي فعندما تنقطع الكهرباء أثناء “خبزها” تصرخ قائلة :” قطعوها الله لا يبارك فيهم” ، وجارتها التي تقول :” ينكبهم.طب يستنوا لبين ما اخلص هالغسيلات”.
أما أنا عندما ينقطع التيار الكهربائي فتتبادر إلى ذهني العديد من التساؤلات..من المسؤول عن إنقطاع التيار الكهربائي؟ حكومة غزة أم حكومة رام الله؟ ومن نلوم؟ أنفسنا؟ أم نلوم غيرنا؟ وهل من أعمالنا “يُسلط الله علينا”؟
في غزة عندما يُريد أحدٌ ما السفر لا يجد أمامه الطريق المؤدية لرغبته ، فحكومة مصر “العتيقة” أقصد الشقيقة تضع العراقيل أمام ذلك، وعندما نُطالبها بفتح المعبر تقول :”الوضع ميسمحش” ، أما بالنسبة لمن يريد العلاج في الخارج فَبعدَ “نشاف ريقٍ” طويل حتى يحصل على إذن بالخروج ، والباقي يلجأ للسفر عبر الأنفاق وهم لا يدرون هل سيُكتب لهم النجاة أم الموت.
في غزة نعيش على محلولٍ يُسمى “الكابونات” ، حيثُ يصطف الغزّيين طوال نهار في طابور طويل ليحصل في النهاية على “كيس” من الطحين وبعضٍ من “علب السيرج” ، نعيشُ هنا في غزة على “المُكرمات” التي لا تتعدي ال400 شيكل والتي لا تكفي “لحلق الذقن”.
في غزة عندما تسأل شاب عن طموحه تتوقع أن يُجيبك قائلا :” أريد المشي على سطح القمر” ، لكن سرعان ما يخيب توقعك فيكون الجواب :” أريد أن أخرج من غزة الزفت” ، هنا في غزة كل عقول الشباب تتجه نحو الهجرة لأن غزة في نظرهم أصبحت “غير صالحة للعيش فيها”.
في غزة رغم طمسها في الظلام، رغم تحويلها إلى سجن ضخم أعقتد أنه يتسع “ليوم الحشر” ، ورغم كل شيء.تبقى غزة صامدة كما يقولون ، تبقى “غزة العزة” كما يتغنون.
في غزة..كل شيء يفوق العادة!
10/07/2010 بواسطة seerannofal
غزة العزة فعلا ً
صامدون رغم الأسى ، الله معكم . نخجل من عجزنا و فقرنا الأخلاقيّ!
الله يفرجها عن قريب يا رب
ومين ما كان ظالم بهالموضوع- مع اني مش قادره حدد مين الظالم – مصيره يجيله يوم
يمهل ولا يهمل
دمعت عيوني والله وانا بقرأ كلماتك .. رائع جدااا
وتعبير وتشبيهات أروع
الله ينصركم ويعينكم ويفرجها عليكم يارب
اولا اود ان اشكرك يا ” بنت خالتى” على هالموضوع الذى حقا بضع المرء منا على تساؤلات عديدة يوميا ما نسالها لانفسنا . ان الغزيين او الفلسطينيون الذين يعيشون فى غزة الان وظل هذة الاوضاع الراهنة التى لا يستطسع ” الحيوان ” واعتذر لاستخدامى هذا التشبية يكادو يجزمو على ان مشكلتهم تكمن فى حل بسيط للغاية الا وهو السفر خارج ” الحجيم” غزة . ولكن عندماينجح الفلسطينى فى الخروج من هذا الحجيم تبدا مخيلتة فى تصوير الحياة خارج قطاع غزة بالرفاهية وتاتى ايضا فى مخيلتة ان العالم باكملة يفتح اذرعة له مرحبا بة . ولكن ليس هذا ما تتوقعون ان يحدث يا ابناء غزة عندما تخرجون من غزة , اكد ان اجزم ان فى بداية خروجهم من غزة يكونون فرحين للخروج منها , ولكن بعد مرور فترة زمنية من بعدة عن بلدة يقول ” اااااااااااااااخ , وين ايامك يا غزة ” , ان هذة الظاهرة موجودة حاليا فى مصر . العديد من من اجبرتهم الاخت الفاضلة حماس الخروج من غزة , واعقصد هنا عناصر الاجهزة الامنية السابقة التى تتبع حركة فتح , مقيمون الان فى مصر وقامو بجلب زوجاتهم وابنائهم وشهريا يستلمون مرتباتهم من السفارة الفلسطينية فى القاهرة بعمنى اصح ومن وجهة نظر اى شخص اخر مقيم فى غزة ” مكيفيين ” , ولكن هؤلاء الناس يعانون يوميا من البعد عن غزة , عن شوارعها , عن جوها , عن بحرها , عن البيئة الفلسطينية المفتقدة هنا فى مصر , حتى ولو كانت الظروف المعيشية هناك فى غزة صعبة ولا تطاق ولكنهم كل أن واخر يتذكرون قائلين ” وين ايامك يا غزة ” . اوجهة حديثى هذا لكل شخص مقيم فى غزة وبالاخص الذى يرغب فى الخروج منها مشبهها ” بالجحيم ” اود ان اقول له , انك فى نعمة لس مقدرها , ولست على دراية بقيمتها الا وهى الوطن . ” اقعد وخليك مكانك ” هكذا قالها ابو اياد احد ضباط الاجهزة الامنية السابقة فى غزة . و انا ادرك وعلى دراية كاملة بان اى شخص سيقرا كلامى هذا سيتهمنى بالجنون ويقول لى ” انت مش شايف اشى , خليك فى مصر انت فى نعمة ” , اخيرا اود ان اقول شيئا مختصرا لكل شخص فى غزة , ” الفسطينيين عاملين متل السمك ما يقدر يطلع من المية , حتى لو كانت وسخة ”
تحياتى : حسام نوفل